Senin, 23 Juni 2014



النعت و المنعت
النعت (يسمى الصفة أيضا) هو ما يذكر بعد اسم لبيبين بعض أحواله أو أحوال ما يتعلّق به. فا لأوّل نحو : " جاء التلميذُ المجتهدُ " , و الثانى نحو : " جاء الرجلُ المجتهدُ غلامهُ". (فالصفة  فى المثال الثانى الأول بينت حال الموصوف نفسه. و فى المثال الثانى لم تبين حال الموصوف, و هو الرجال, و إنّما بينت حال ما يتعلّق به, و هو غلام).

فائدة النعت التفرّقة بين المشتركينَ فى الاسم. ثمّ إن كان الموصوف معرفةً ففائدة النعت التوضيح. و إن كان نكرة ففائدته التخصيص. (فإن قلت : جاء عليّ المجتهد) فقد أوضحت من هو الجاي من بين المشتركين فى هذا الاسم. و إن قلت : ( صاحب رجلاً عاقلاً)و فقد خصصت هذا الرجل من بين المشاركين له فى صفة الرجوليّة).[1]
و فى هذا المبحث خمسة مباحث:
1.   شرط النعت
  الأصل فى النعت أن يكونَ إسماً مشتقاً, كاسم الفاعل و اسم المفعول و الصفة المشتبّة و اسم التفضّيل. نحو : (( جاء التلميذُ المجتهدُ. أكرمْ خالداً المحبوبَ. هذا رجل حسنٌ خلقهُ.)) و قد يكون جملةً فعليةً, أو جملةً إسميةً على ما سيأتى.
و قد يكون اسما جامداً مؤوّلاَ بمشتق. و ذ لك فى تسع صور:
أ‌.       المصدر, نحو : (( هو رجلٌ ثِقةٌ )), أي: موثوق به, و ((أنتَ رجلٌ عدلٌ)), أي عادلٌ.
ب‌. اسم الإشارة, نحو : (( أكرمْ عليّا هذا )), أي المشار إليه.
ت‌. (( ذو)), التى بمعنى صاحب, و (( ذات)), التى بمعنى صاحبة, نحو : ((جاءَ رجلٌ ذو علمِ, و أمرأةٌ ذاتُ فضلِ)), صاحبُ علم, و صاحبة فضل.
ث‌. الاسم الموصول المقترنُ بأل, نحو : (( جاء الرجل الذي اجتهدَ)), أي : المجتهدُ.
ج‌.  ما دلّ على عدد المنعوت, نحو : ((جاء رجلٌ أربعةٌ), أي: معدودونَ بهذا العدد.
ح‌.  الاسم الذي لحقتهُ ياء النسبة, نحو : (( رأيت رجلاً دمشيقيّا )), أي : منسوبا إلى دمشق.
خ‌. ما دلّ على تشبيهِ, نحو: (( رأيت رجلاً أسدًا )) أي : شجاعاً, و (( فلانٌ رجلٌ ثعلبٌ )), أي محتالٌ. , الثعلبُ يوصفُ بالاحتيالِ.
د‌.  ((ما)) النكرةُ التى يراد بها مع الابهام, نحو (( أكرمُ رجلاً ما)) أي : رجلاً مطلّقا غير مقيّد بصفةٍ ما. و قد يراد بها مع الابهامِ التهويلُ, و منه المثلُ, (لأمرٍ ما جَدَعَ قصيرٌ أنفهُ)), أي لأمرٍ عظيمٍ.
ذ‌.  كلمتا (( كلِّ و أيِّ)), الدالتين على استكمال الموصوفِ للصفّةِ, نحو: (( أنت رجلٌ كلُّ الرجلِ)), أي : الكامل فى الرجوليّةِ, و (( جاءني رجلٌ أيّما رجلٍ)), بزيادة (ما).

2. النَّعتُ الحقيقيٌّ و النعتُ السّببيٌّ
ينقسم النعت إلى حقيقي و سببي.
فالحقيقيٌّ : ما يبيّن صفةٌ من صفاتٍ متبوعهِ, نحو : (جاءَ خالدٌ الأديبُ).[2]
و السببيُّ: ما يبيّن صفةٌ من صفاتٍ ما لهُ تعلّقٌ بمتبوعهِ و ارتباطٌ به, نحو : (جاء الرجلُ الحسنُ خطُّهُ)).
و النعتُ: يجب أن يتبع منعوته فى الإعراب و الإفراد و التثنية و الجمع و التذكير و التأنيث و التعريف و التنكير. إلآ إذا كان النعت سببيّا غير متحمّل لضمير المنعوت, فيتبعه حينئذ وجوبا فى الإعراب و التعريف و التنكير فقط. و يراعى فى تأنيثه و تذكيره ما بعده. و يكون مفردا دائماً.
فتقول فى النعت الحقيقي : (جاء الرجلُ العاقلُ.) رأيت الرجلَ العاقلَ. مررتُ بالرجلِ العاقلِ. جاءت فاطمةُ العاقلةُ. رأيت فاطمةَ العاقلةَ. مررت بفاطمةَ العاقلةِ. جاءَ الرجلانِ العاقلانِ. رأيتُ الرجلينِ العاقلينِ. )
و تقول فى النعت السببيّ, الذي لم يتحمّل ضمير المنعوت : (( جاءَ الرجلُ الكريمُ أبوهُ, و الرجلانِ الكريمُ أبوهما, و الرجالُ الكريمُ أبوهم, و الرجلُ الكريمةُ أمّهُ, و الرجلانِ الكريمةُ أمّهما, و الرجالُ الكريمةُ أمّهم, و المرأة الكريم أبوها, و المرأتانِ الكريمُ أبوهما, و النساءُ الكريمُ أبوهنَّ, و المرأة الكريمة أمّها, و المرأتان الكريمة أمّهما, و النساءُ الكريماتُ الأبِ).  
و اعلم أنّه يستثنى من ذلك أربعة أشياء:
1-     الصفات التي على وزن (فعُول)-بمعنى (فاعل) نحو: (صبورٍ و غيورٍ و فخورٍ و شكورٍ), أو على وزن (فعيل)-بمعنى (مفعولٌ)-نحو: (جريح و قتيل و خضيبٍ), أو على وزن (مفعالٍ), نحو: (مهذار و مكسال و مبسام), أو على وزن (مفعيلٍ) نحو: (معطيرٍ و مسكينٍ), أو على وزن (مفعلٍ), نحو: (مغشمٍ). فهذه الأوزان الخمسةَ يستوى فى الوصفِ بها المذكرُ و المؤنثُ, فتقولُ : (رجلٌ غيورٌ, وامرأةٌ غيورٌ, و رجلٌ جريحٌ, و امرأة جريح).
2-     المصدر ُ الموصوفُ به, فإنّه يبقى بصورة واحدةٍ للمفردِ و المثنىّ و الجمع و المذكّر و المؤنّث, فتقول: (رجلٌ عدلٌ, وامرأة عدل. و رجلانِ عدلٌ. وامرأتانِ عدلٌ. و رجالٌ عدلٌ. و نساءٌ عدلٌ).
3-     ما كان نعتاً لجمعِ مالايعقلُ, فإنّه يجوز فيه وجهان: أن يعاملَ معاملةً الجمعِ, و أن يعاملَ معاملةً المفرد المؤنث, فتقولُ: (عندى خيولٌ سابقاتٌ, و خيولٌ سابقة). و قد يوصفُ الجمعُ  العاقلُ, إن لم يكن جمع مذكر سالما, بصفة المفردة المؤنثة : كا لأمم الغابرة.
4-     ما كان نعتاً لاسم الجمع, فيجوز فيه الإفرادُ, باعتبار لفظِ المنعوتِ و الجمعُ, باعتبارِ معناهُ, فتقولُ: (إنَّ بني فلان قومٌ صالحٌ و قومٌ صالحون).
3- النعتُ المفردُ و الجملةُ و شبه الجملةِ
ينقسم النعتُ أيضاً إلى ثلاثةِ أقسامٍ: مفردٍ و جملةٍ و شبهِ جملةٍ.
فالمفردُ: ماكانَ غيرِ جملةٍ و لا شبهها, و إن كان مثنىّ أو جمعاً, نحو: (جاء الرجلُ العاقلُ, و الرجلان العاقلان, و الرجالُ العقلاءُ).
و النعتُ الجملةُ: أن تقعَ الجملةُ الفعليّةُ أو الاسمية منعوتاً بها, نحو: (جاءَ رجلٌ يحملُ كتاباً) و (جاء رجلٌ أبوهُ كريمٌ).[3]
و لا تقع الجملة نعتاً للمعرفةِ, و انما تقعُ نعتاً للنكرة كما رأيت. فإن وقعت بعد المعرفة كانت فى موضع الحال منها, نحو: (جاءَ عليٌّ يحملُ كتاباً). إلاّ إذا وقعت بعد المعرّف بأل الجنسية, فيصح أن تجعل نعتاً له, باعتبار المعنى, لأنّه فى المعنى نكرةٌ, و أن تجعل حالاً منه, باعتبار اللفظ, لأنّه معرّف لفظا بأل, نحو: (لا تخالطِ الرجلَ يعملُ عملَ السفهاءِ) .
و شرطُ الجملةِ النعتية (كالجملة الحالية و الجملة الواقعةِ خبراً) أن تكونَ جملةً خبريّةً (أي :غير طلبيّة), و أن تشملَ على ضمير يربطها بالمنعوت, سواء أكان الضميرُ مذكوراً نحو: (جاءني رجلٌ يحملُهُ غلامُهُ), أم مستتراً, نحو : (جاء رجلٌ يحملُ عصاً) أو مقدّراً, كقولهِ تعالى : (#qà)¨?$#ur $YBöqtƒ žw ÌøgrB ë§øÿtR `tã <§øÿ¯R $\«øx©  ÇÍÑÈ    و التقديرُ : (لا تجزى فيه)
( و لا يقال: ( جاء رجل أكرمهُ) على أن جملة (أكرمه) نعت لرجلٍ. و لايقال : (جاء رجلٌ هل رأيت مثله, أو ليته كريمٌ) لأن الجملة هنا طلبيّة. وما ورد من ذلك فهو على حذف النعت, كقوله: (جاؤوا بمذقٍ هل رأيت الذئب قط). و التقدير : (جاؤوا بمذقٍ مقولٍ فيه: هل رأيت الذئب). و المذق بفتح الميم و سكون الذال: اللبن المخلوط بالماء فيشابه لونه لون الذئب).
و النعت الشبهُ بالجملة أن يقعَ الظرفُ أو الجارُّ و المجرورُ فى موضع النعت, كما يقعان فى موضع الخبر و الحال, على ما تقدّم, نحو: ( فى الدار رجلٌ أمام الكرسيّ), ( و رأيتُ رجلاً على حصانه). و النعت فى الحقيقة إنّما  هو متعلّق الظرف أو حرف الجرّ المحذوف. (و الأصل: فى الدار رجل كائن, أو موجود, أمام الكرسي. رأيت رجلاً كائنا, أو موجودا, على حصانه).


-4  النعت المقطوع
قد يقطع النعت, عن ذكونه تابعاً لما قبله فى الاعراب, إلى كونه خبرا لمبتدأ محذوف, أو مفعولاًبه لفعل محذوف. و الغالب أن يفعل ذلك بالنعت الذى يؤتى به لمجرد المدح, أو الذمّ, أو الترحم, نحو: ( الحمد لله العظيم) و تقول: (أحسنت إلى فلانٍ المسكين, أو المسكينُ, أو المسكينَ).و يقطعُ غيره مما لم يؤتَ به لذلك, نحو: (مررتُ بخالد النجارُ أو النجار) و تقدير الفعل, إن نصيتَ, (أمدحُ), و (أذمُّ), فيما أريد به الذمّ, و (أرحمُ), فيما أريد به الترحّم, و ( أعنى) فيما لم يرد به مدحٌ و لاذم أو الترحم, واجبٌ, فلا يجوز إظهارهما.[4]
 و لايقطع النعت عن المنعوت إلا بشرط أن لا يكون متمّما لمعناه, بحيث يستقلّ الموصوف عن الصفة. فإن كانت الصفة متمّمة معنى الموصوف, بحيث لا يتّضح إلاّ بها, لم يجز قطعه عنها, نحو: (مررتُ بسليمٍ التاجرِ), إذا كان سليم لا يعرَفُ إلا بذكر صفته.
و إذا تكرّرتِ الصفات, فإن كان الموصوفُ لا يتعيّن إلا بها كلّها, وجب إتباعها كلّها له, نحو: (مررت بخالدٍ الكاتبِ  الشاعر الخطيبِ), إذا كان هذا الموصوف (و هو خالدٌ) يشاركه فى اسمه ثلاتة: أحدهم كاتبٌ شاعر, و ثانيهما كاتبٌ خطيبٌ. و إن تعيّن ببعضها دون بعضٍ وجب إتباع ما يتعيّن به, و جاز فيما عداه الاتباع و القطع.

قائمة المراجع
مصطفى الغلايين, جامع الدروس العربية :بيروت: منشورات المكتبة, 2005
عباس حسن. النحو الوافى. مصر: دار المعارف. مجهول السنّة
أحمد مختار عمر و إخوانه. النحو الأساسى : كويت : ذات الأساسى . 1994




[1]  مصطفى الغلايين, جامع الدروس العربية (بيروت: منشورات المكتبة, 2005)169-173.
[2]  عباس حسن. النحو الوافى. (مصر: دار المعارف. مجهول السنّة) ص 178.
[3]  أحمد مختار عمر و إخوانه. النحو الأساسى (كويت : ذات الأساسى . 1994) ص 365.
[4]  مصطفى الغلايين, جامع الدروس العربية (بيروت: منشورا المكتبة, 2005)412.

0 komentar :

Posting Komentar